مقالات


الإثنين - 13 نوفمبر 2023 - الساعة 11:15 م

الكاتب: بقلم: عفراء خالد الحريري - ارشيف الكاتب


سامحني يا الله….
هذه الفترة نويت الكتابة لكثرة المواضيع الساخنة التي تحيط بي ابتدأ بغزة العزة ومرورًا بهيئة الأمم المتحدة ومواثيقها والجامعة العربية وأوثانها وانتهاء بفساد السلطة في المناطق المحررة جنوبًا و والمتمردة شمالًا التي تتبع الحكومة المعترف بها دوليًا، ولأني منهكة متعبة من شدة الألم" ولا غير غزة تؤلمني ولاغير غزة توجعني"، أبحث عن مقالة تضم كلُّ هذه المواضيع معًا لارتباطها بشكل أو بأخر مع بعضها البعض، إلاّ أن هذا سيجعل المقالة طويلة ومملة وأخشى بالاّ تتم القراءة على النحو الذي أرتضيه لنفسي ومع ذلك سأتوكل على الله. واقسمها على حلقات.
الحلقة الاولى( محطة الفساد الأكبر): قرأت منشور مصدره خاص في صحيفة النداء عن رواتب مجلس الرئاسة، إذ يبلغ راتب الرئيس شهريا( 3 ملايين ريال سعودي )أي(800$) ومبالغ إضافية (15 مليون ريال سعودي)نثريات وبدل سفر ومصاريف اخرى وجزء منها رواتب الحاشية وبقية الأعضاء(7 مليون ريال سعودي) اي( 266 الف$) وبالعودة إلى سنة2022 استبعدت مجلة عالم الرؤساء التنفيذيين الأمريكية اليمن من قائمة تصنيف مرتبات الموظفين الأعلى والأمن نظرًا لضآلة متوسط الراتب الشهري، وبحسب اخر إحصائيات وزارة الخدمة المدنية والتأمينات قبل النزاع في اليمن يبلغ عدد الموظفين مدنيين وعسكريين( 1,2 مليون)، نحو 70% يقعون ضمن نطاق سيطرة جماعة الحوثيين وهؤلاء محرومين من رواتبهم منذ سبتمبر2016م وبحسب التقديرات متوسط الراتب الشهري للموظف اليمني نحو( 50 الف ريال يمني)، الدولار=(553 ريال يمني) شمالًا(1552ريال يمني) في المناطق المفحررة والمتمردة)، و بحسب حساب بسيط للمصدر فإن رئيس المجلس يتقاضى شهريا ما يعادل رواتب( 20 الف) موظف في مناطق سيطرته وبقية الأعضاء "لكل عضو" نحو 6500موظف.
وبالمقارنة مع الراتب السنوي لرئيس أمريكي الذي مقداره(400 الف دولار) سنويًا(وليس شهريًا) وهي أقوى دولة في العالم.
إذا الرواتب الضعيفة التي تكاد لا تترك الموظفين/ات على قيد الحياة يمكن معالجة حلها بسهولة!!
هذا الخبر في النداء يثير تساؤلات عديدة في ذهني أو عقلي أن كانوا أبقوا عليه المنافقين (رجال ونساء).
وهلموا بنا نقرأ أهداف مؤسسة نعمة للأعمال الإنسانية والتنمية(وما ادراكم ما مؤسسة نعمة)، مؤسسة بأهداف تضم كلُّ المجالات( مساعدة الناس من الخروج عن دائرة الحاجة، البيئة واثار التغير المناخي، صحة المجتمع والمساهمة في معالجة الآثار النفسية للحرب والكوارث، ودعم التعليم وتنمية القدرات والمهارات تأهيل البنية التحتية للمجتمعات المتضررة وتطوير الأصول المستدامة بما يضمن إعادة تشغيلها والاستفادة منها، والمساهمة في عمليات التعافي المبكر والانتعاش الاقتصادي للمجتمعات و النهوض بها...) ومقرها المكلا، سيقول القارئ( ما دخل طز بمرحبا أيتها المواطنة الحقودة)، ( ياليتني كنت حقودة لكنت في منصب ما ).
من الوهلة الأولى ظننت بحسن نية:" بأن الراتب الشهري الذي يتقاضاه فخامته، يغطي مصاريف تلك المنظمة الخارقة التي تشتغل في أي شيء وكلُّ شيء، وقلت :"يا الله كم متفاني من أجل شعبه وبلده رئيسنا الهمام وكم أنا ظالمة"، إلاّ أنني تذكرت البرنامج السعودي للإعمار والتنمية و المبلغ المجمد للكوريين مساعدات لليمن منذ أيام الرئيس السابق عفاش وقرروا الان يرصدون بعضه لمشاريع في حضرموت تقريبًا بمبلغ( 20مليون دولار أمريكي)، وسألت وبحثت لأجد بأن الحقيقة مؤلمة لذلك يخفونها عن الناس البسطاء أمثالنا كي لا نتألم أكثر إلى جانب ألمنا عن بيع البلاد وثرواتها على سطح الأرض وباطنها، لدولتين الشقيقتين الكبرى والصغرى(السعودية والإمارات) وعلى القرار المفقود من السلطة السياسية بمستوياتها المتعددة ويتعذرون بالبند السابع يا سادة البند السابع لا يلغي سيادة الدول بحسب ميثاق الأمم المتحدة وليس من إبداعاتي" وفي هذا حديث طويل"، وتعالوا بعد ذلك نستعرض بقية الأعضاء التي لا لوم عليهم ولأعتاب مادام الرئيس كذلك( ليس مبرر لأحد وإنما لمن نشكو ومن يحاسب من؟)
فاحتفال زفاف لابن عضو من الأعضاء في دولة الإمارات ولن أخوض فيه طويلًا والمصادر أضحت معروفة وواضحة، وحافظة الإيرادات في البنك الأهلي لعضو اخر وعضو لا يورد للبنك المركزي…. هكذا وعضو توسمنا فيه خير حين وعد بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وحتى لحظة كتابة المقالة وانا مازلت انتظر وعوده.
كلُّ ذلك نشكو فيه لمن للنائب العام وهو لاحول له ولافوه في هذا وذلك وذاك والفساد مقنن ومشرعن ومباح و المصيبة أنهم يقتدون ببعضهم البعض في هذا الشأن من أعلى الهرم إلى أسفله( مدراء العموم، المأمورين، المحافظين، الوزراء، رئيس الوزراء....ومابينهم من مناصب قائمة طويلة هذه السلطة لوحدها)، و نأتي إلى سلطة القضاء ولم يختلفوا حتى وإن كان بعضهم فقط من الفاسدين، إلاّ أن الصمت على هذا الفساد والقبول بتسيس القضاء امر مخزي جدًا، والسلطة الأمنية والعسكرية وتليهما الجامعة منبر فساد أخر وبالعدني( ياااح ياااح ....سع كم بهدر عنهم)، ثم السلطة المنسية(النواب والشورى) وحدث ولا حرج من منهم يحفظ ماء الوجه ولايكتفي برفع المذكرات فقط، ويبادر برفع صوته ويقود الناس للرفض والتعبير عن الرفض، كلُّ السلطات خواء مادام مصدر شراء الذمم باسم فصل الأمم واحد. فما بالنا بجهاز الرقابة والمحاسبة و هيئة مكافحة الفساد من يجرؤ يقول لهؤلاء المسؤولين ونحن في ذمتهم كفى وكفو أيديكم عن لقمة الخبز والظلم فإن عاقبتهما عند الله قاسية وخيمة ( تُرى..، عند الله... المعذرة يا الله سامحيني يا الله لا اريد ان أتحمل ذنبي وذنبهم).
لم يُعد شيء في الأمر يجدي إذا تحدثنا عن الفساد الآن حتى وإن اجتمعت أقلامنا واحبارها وكلماتنا ونزيف أرواحنا فيها، فبعد البيعة الكبرى للبلد و الكرامة والبيعة الصغرى للناس أو من يسمونهم شعبهم العظيم، ما عاد شيء يؤلم ويوجع وغيري في سبات(لأن السلطات تراودها رغبة وإرادة اعتقالي وقتلي، قبل اكتمال الحلقات وإن كانت هذه الاخيرة لا تعنيهم)...
بعض الكرامة وجدتها هناك، فلايوجعني غير غزة الآن.