الحرب والصراع والفساد في اليمن جرائَم بشعة ضد حقوق الإنسان..
يشارك مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان البشرية في كل بقاع الأرض الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان (١٠ ديسمبر ٢٠٢٠م) تخليدا لذكرى إطلاق الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948م للإعلان العالمي لحقوق الانسان.
وتأتي هذه الذكرى يومنا هذا (١٠ ديسمبر ٢٠٢٠م) كمناسبة عالمية مجيدة للإنسانية في ظل استمرار الصراع والحرب الذي فرض على اليمنيين منذ عام ٢٠١٥ م.
وخلال هذه السنوات الست من هذه الحرب وذاك الصراع المستمر حتى اليوم في اليمن، شهدت اليمن مختلف صور انتهاكات القانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني أدت إلى ارتكاب آلاف من جرائم الحرب ضد الإنسانية، كما اودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين وبالذات الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى عشرات الآلاف من الشباب وقود هذه الحرب المجرمة، إضافة إلى آلاف الجرحى وملايين النازحين و المشردين داخل اليمن وخارجها، وبروز الأعمال الارهابية والاختطافات و الاغتيالات التي استهدف المعارضين والمناهضين لهذه الحرب وجرائمها، وانتشار السجون والمعتقلات والسجون السرية، والتصفيات الجسدية التي تمت وتتم في السجون و في مواقع الاحتجاز والمعتقلات واسرى الحرب، إضافة إلى حرمان المواطنين من حقوقهم الإنسانية في الحياة والأمن والأمان والاستقرار والخدمات العامة الضرورية (الكهرباء والمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة والعلاج والدواء والمياه النقية وصحة البيئة وحرمانهم من رواتبهم ومستحقاتهم المالية بشكل منتظم وبما يمكنهم من توفير حاجياتهم الحياتية والضرورية ، وفي انتهاك حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية وفي رعاية النازحين وحمايتهم وسيطرة وسيادة قوى الفساد والفاسدين وناهبي المال العام والأموال والأملاك الخاصة على كل مناحي الحياة والسلطة والنفوذ وكذا حرصهم على استمرار الحرب والصراع كونهما وسيلة استمرار سيطرة تجار الحرب والفساد وقوى الإرهاب والمتنفذين داخل الحياة الاجتماعية والسياسية والأمنية من مشايخ وأعيان وقادة عسكريون بدلا من تمكين قوى المجتمع المدني شبابه ونسائه ومنظماته المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكفاءاته وقدراته الداعمة للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وبناء الحياة المدنية والإنسانية .
ان خلاصة ما يمكننا الوصول إليه اليوم ونحن نحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان نهاية العام ٢٠٢٠م وفي ضوء ما اعتمل ويعمل في اليمن من جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان من قبل صناع هذه الحرب وتجارها وتجار السلاح حلفائهم المحليين والإقليميين والدوليين، والصراعات وحلفائهم الفاسدين وداعمي الإرهاب ومناهضي الحياة المدنية ومنتهكي القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لا يمكنهم أن يصنعون سلاما أو يسهموا في تحقيق سلام حقيقي عادل ومستدام، كون وقف الحرب والصراعات لا يتناسب والأهداف والمصالح الحقيقية التي بسببها تفجرت الحرب وتفجرت الصراعات طوال الست سنوات الماضية، ومستمرة حتى اليوم.
اننا ونحن نحتفل مع مناضلي الحقوق والحريات في العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان يصادف ايضاً ان يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة الفساد ( 9 ديسمبر ) ونود التأكيد هنا على أن الفساد الذي يرتع ويلعب ويفسد في اليمن هو في حقيقة الأمر توأم للحرب والصراعات الدائرة اليوم في اليمن وهو أيضا مصدر خراب اليمن وانتهاكات حقوق اليمنيين الإنسانية، وتنميته وتطوره وهو احد ابرز اسباب الحرب الدائرة في اليمن واستمرارها ولهذا اتفق الفاسدون وتجار الحرب والسلاح واعداء الحياة المدنية والديمقراطية على دعم استمرار الحرب ولهذا نرى انه لا بد من ظهور قوة مجتمعية مدنية وسياسية جديدة تتولى مسؤولية العمل مع جهود الأمم المتحدة التي يديرها مبعوثها إلى اليمن السيد مارتن جريفيث لوقف القتال والحرب والصراعات من أجل تحقيق السلام المستدام يراعي احترام حق الجنوبيين وكل اليمنيين في تقرير َمصيرهم السياسي والاقتصادي من خلال حوارات ديمقراطية يتجسد فيها حماية حقوق الانسان ويصون كرامة الانسان يكون اساسها الشباب والشابات ذوي الكفاءات والقدرة على العطاء ومنظمات المجتمع المدني والقوى المجتمعية الفاعلة و الناشطة في المجتمعات المحلية المحبة والداعمة للسلام أهمية تمكين النساء وبالذات اللائي يشاركن في أرض الواقع في مواجهة كل التحديات، ويتحملن مسؤولية و تبعات هذه الحرب والقتال والصراع ليكونوا شركاء حقيقيون مع الشعب بمختلف مكوناته داعمون حقيقيون للسلام ولتمكين الشعب من تقرير مصيره السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بكفاءة متطورة ودرجة تساير التطورات الانسانية التي يشهدها العالم اليوم .
وهذا ما يريده الشعب اليمني ويلبي حاجته و مطالبه في مختلف المساحات والمواقع الجغرافية في اليمن شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً ، وهذا هو المشروع الذي يجب ان يدعمه المجتمع الدولي و الاقليمي .
مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان وهو يحتفل بهاتين المناسبتين الهامتين يود التأكيد على التالي:
- أهمية دور المجتمع الدولي في ادانة وتجريم استمرار الحرب والصراع في اليمن وآثاره وما افرزته من صور مختلفة لانتهاكات حقوق الانسان ودعم مكافحة الفساد في اليمن حتى يمكن بالفعل تحقيق سلام حقيقي ومستدام تحترم فيه الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
- رغم أهمية المساعدات الانسانية الغذائية، الا أن ما يرافقها من فساد يمنع وصولها للمستحقين نرى أهمية البحث عن آلية بديلة تضمن ديمومة حصول الشباب والشابات والأسر الفقيرة على الدخل والموارد المالية من خلال دعم انشطة وبرامج المشاريع الصغيرة.
- الاختلالات الأمنية وما ترافقها من اغتيالات واختطافات لا تجد رادع قانوني بسبب غياب أجهزة حماية القانون وانتشار السلاح والمليشيات.
- اتساع مساحات الفقر والفقراء وتمثل مدينة عدن أبرز نماذجها ولا بد من البحث عن آليات دعم انساني دولي للمحتاجين لهذا العون والمساعدة والذين أصبحوا يمثلون السواد الأعظم بين السكان في اليمن مع أهمية ضمان وصول هذه المساعدات الإنسانية لمستحقيها سيما وأن اتساع مساحة الفقر والاسر الفقيرة قد انعكس على حق تعليم الأطفال والفتيات حيث انه بسبب الفقر المنتشر لم تستطع الكثير من الاسر من الحاق أبنائهم وبناتهم في التعليم في مختلف مراحله.
- تردي اوضاع التعليم ومخرجاته وأثر ذلك على التطور والتنمية المستدامة وعلى المجتمع الدولي المساعدة في حل هذه المشكلة الخطيرة.
- غياب الرعاية الحقيقية للشباب والشابات وانتشار المخدرات وخزن وحمل السلاح داخل المنازل وبروز العديد من الجرائم بسبب ذلك.
- غياب ثقافة حقوق الانسان وبروز الكثير من الظواهر والعادات والتقاليد والثقافات البالية المضرة بمسار تطور المجتمع والمضرة بالتعايش والسلم والتلاحم المجتمعي وحقوق الانسان عموماً.
- أهمية الاسهام الدولي في تعزيز سيادة القانون وتمكين أجهزة حماية القانون من ممارسة دورها.
كما نود التأكيد ايضاً على التالي :
* نحيي جهود الامم المتحدة وممثلها في اليمن السيد مارتن جريفيث من أجل وقف الحرب والصراع وعودة المفاوضات بين أطرافها من اجل تحقيق السلام المستدام في اليمن.
* نحيي دعم المنظمات الدولية الداعمة للسلام، ومتطلبات السلام في اليمن ، والمناهضة لمختلف صور انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني والمناهضة للفساد والفاسدين.
* نحيي الداعمين لوقف الحرب، ودعاة السلام الحقيقي المبني على احترام حق اليمنين في تقرير مصيرهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
* أهمية تمكين المكونات الجنوبية في اليمن من أداء دورهم في اسناد ودعم جهود السلام في اليمن من خلال تأكيد واحترام حقهم في وضع حلول لقضيتهم الجنوبية ضمن مسار السلام في اليمن.
* نحيي الشعب اليمني التواق للحرية والسلام وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
* أهمية دور المنظمات الدولية في دعم المنظمات الناشطة في مجال حقوق الإنسان كونها تواجه مختلف صور التحديات.
ولابد من التأكيد هنا ونحن نحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان مطالبتنا للسيد َمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد مارتن جريفيث التدخل القوى للأفراج عن كل الأسرى و المعتقلين والمختطفين لدى أطراف الحرب والصراع مع العمل على وقف الاعتقالات والاختطافات والقتل وأحكام الإعدام التي يتعرض لها الصحفيين والإعلاميين والمحاميين والنشطاء السياسيين والبرلمانيين، وقادة منظمات المجتمع المدني و الاكاديميين و المعارضين السياسيين والناشطات من النساء من قبل اجهزة (أنصار الله) في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم، ووقف انتهاكات القانون الدولي من كل أطراف الصراع و الحرب والتي تسببت بقتل الآف المدنيين والاطفال والنساء وكبار السن و المرضى والمواطنين..
صادر عن مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان في ١٠ ديسمبر ٢٠٢٠م