عدن – خاص-اعلام مركز اليمن..
لمناصرة العدالة التصالحية المجتمعية في عدن عقد صباح امس الاحد الموافق 25 ديسمبر 2022م المنتدى الحواري السابع حول: دور أئمة المساجد في دعم جهود حل النزاعات والعدالة التصالحية المجتمعية.
وقد شارك في اعمال المنتدى عدد من أئمة المساجد في محافظة عدن إضافة الى ممثلي الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية وأكاديميين وصحفيين وممثلي منظمات المجتمع المدني وشركاء تنفيذ مشروع تعزيز الوصول الشامل الى العدالة في اليمن وعدد من رؤساء لجان الوساطة المجتمعية التي بدأت عملها في المديريات المستهدفة محافظة عدن التي شكلت من قبل مؤسسة افاق شبابية.
افتتح اعمال المنتدى الأستاذ محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان والمشرف على برنامج المناصرة وبحضور الأستاذة سماح جميل عبده منسقة برنامج المناصرة والاستاذة عفراء الحريري المستشارة القانونية لبرنامج المناصرة والأستاذ علي النقي مقرر اعمال المنتدى.
رحب الأستاذ نعمان بالمشايخ أئمة المساجد والخطباء المشاركين في أعمال المنتدى الذين حرصوا على المشاركة في اعمال هذا المنتدى بالتفاعل الإيجابي لتنفيذ العدالة التصالحية المجتمعية في عدن إسهامًا في حل المشكلات ذات الطابع الاجتماعي وقضايا الشكاوى التي تبرز داخل المجتمعات المحلية.
كما رحب ببقية المشاركين والمشاركات في اعمال المنتدى وقدم الأستاذ نعمان شرحا للعدالة التصالحية المجتمعية وبرنامج مناصرته وديمومته التي ينفذها مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان بالشراكة مع مؤسسة افاق شبابية ودعم الحكومة الهولندية والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP..
واكد على أهمية تطبيق تجربة العدالة التصالحية المجتمعية في عدن والذي ينفذ ضمن مشروع تعزيز الوصول الشامل الى العدالة في اليمن.. مؤكدا على اهمية التفاعل الإيجابي مع هذه التجربة الإنسانية سواء من قبل الجهات الرسمية (الامن – النيابة – القضاء – اللجان المجتمعية والمكونات المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني والصحافة والإعلام ليس لتنفيذ البرنامج الحالي للعدالة التصالحية المجتمعية فحسب ولكن من اجل ديمومة العمل بآلية تنفيذ العدالة التصالحية المجتمعية لما لها من أهمية في مواجهة المشكلات المجتمعية التي تبرز داخل الاحياء والمجتمعات المحلية في مديريات محافظة عدن.
ثم قامت الأستاذة عفراء الحريري المستشارة القانونية لبرنامج المناصرة باستعراض ورقتها المقدمة للمنتدى الحواري السابع بعنوان: "دور أئمة المساجد في دعم جهود حل النزاعات والعدالة التصالحية المجتمعية في م/ عدن .
وأوضحت في مستهل استعراضها للورقة بأن المسجد يضطلع بمهمات نبيلة وأدوار جليلة رشحته لأن يكون أهم معلمة توجيهية ضمن شبكة معالم المجتمع الإسلامي.
وإن أهم ملحظ يمكن تسجيله في سياق الحديث عن رسالة المسجد تعدد أدواره وتنوعها بما أضفى على وظيفته صبغة الشمول والتكامل في تربية الإنسان وتبصير الأمة بآيات الطريق.
وقالت : أن المسجد كان عبر التاريخ محل تربية وتعليم يقصده المصلون لتصحيح تصوراتهم وتقويم مفاهيمهم الوجودية والمعرفية على هدى الدين.
وإضافة: وتعتبر خطبة الجمعة فرصة لمعالجة العديد من الآفات والانحرافات التي تظهر في صفوف المجتمع.
وقالت إن مؤسسة المسجد تسهم في درء الاختلافات والنزاعات..، وهذا هو الركن الأكبر لبعده الاجتماعي، فهي جماعة المسجد التي هي في نفس الوقت جماعة الحي أو جماعة القرية وفضلًا عن الوحدة الاجتماعية، تسهم مؤسسة المسجد في تكريس الوحدة الفكرية للأمة التي تجسدها اختيارات معينة، الغاية منها تحقيق الوحدة بين المسلمين ودرء الاختلافات والنزاعات أي كان نوعها و التي من شأن حصولها نشوب الخلاف والفوضى والجرائم بين أفراد المجتمع.
وحول أهمية المساجد في حل النزاعات والعدالة التصالحية.. قالت : تظهر أهمية المسجد في إطار حل النزاعات والعدالة التصالحية في قيامه بالوظائف الآتية:
- نشر العلم وتعليم الأفراد والجماعة عن اثر النزاعات وأضرارها ومبادئ العدالة وتعاليم ديننا الحنيف بشأنها؛ مما ينمي لديهم معايير سلوكية إسلامية تحقق استقرار الفرد والمجتمع.
- إمداد الأفراد بالإطار السلوكي المعياري القائم على التعاليم الإسلامية بشأن نبذ النزاع والعنف والجريمة؛ مما يمكن للعمل الصالح لديهم، حبًا وسلوكًا.
- تنمية الوازع الداخلي تجاه السلم والحق والعدل لدى الأفراد والجماعة، ومن ثم دعوتهم إلى ترجمة المبادئ والتعاليم الإسلامية إلى سلوك عملي واقعي.
- دعم روح الأخوة والتعارف بين المؤمنين؛ مما يؤدي إلى دعم القيم الخلقية الإسلامية وتوحيد السلوك الاجتماعي.
وتطرقت بعد ذلك لدور أئمة المساجد في العدالة التصالحية وبعد استكمال الأستاذة عفراء استعراض ورقتها فتح باب النقاش للمشاركات والمشاركين..
وبعد نقاشات مستفيضة تم الخروج بعدد من التوصيات والمقترحات التي من شأنها تعزيز دور أئمة المساجد في دعم جهود وعمل العدالة التصالحية المجتمعية في عدن.
في البداية حيا المشاركون والمشاركات في اعمال المنتدى المشايخ رجال الدين والأكاديميين في مجال العلوم والتاريخ الاسلامي الذين شاركوا في اعمال المنتدى وقدموا معارفهم وعلومهم في الإسلام والشريعة الإنسانية وقدموا خلاصات معارفهم وخبراتهم وهو ما أغنى المنتدى وموضوعه الهام.
أكد المشاركون والمشاركات على أهمية دور لجان الوساطة التصالحية المجتمعية، في الإسهام بحل المشكلات الاجتماعية التي تبرز داخل المجتمعات المحلية. - اجمع المشاركون والمشاركات أن من أبرز المعوقات التي يمكن أن تعيق عمل لجان الوساطة المجتمعية انتشار السلاح و تعدد الأجهزة الأمنية والعشوائيات وعدم احترام القوانين وسيادة القانون.
- ضرورة وضع آلية لمراقبة مسار عمل لجان الوساطة المجتمعية وكذا أهمية وضع لائحة داخلية تنظم عمل لجان الوساطة المجتمعية المعنية بتحقيق العدالة التصالحية وبما يضمن نجاح التجربة وديمومتها.
- طالب المشاركون مكتب أوقاف عدن توظيف إيراداته لتحسين أوضاع ائمة وخطباء المساجد...وتنظيم دورات تأهيلية لتطوير مهاراتهم وادوارهم مع تمكينهم من تبادل الخبرات الداخلية.
- أكد المشاركون /ات ان يكون هناك تصالح مجتمعي بين الائمة والخطباء.
- نبه المشاركون /ات بان استخدام الدين الإسلامي لأغراض واهداف سياسية تسئ للدين الإسلامي والشريعة الإسلامية.
- أشاد المشاركون والمشاركات في اعمال المنتدى بالدور الذي يقوم به العديد من أئمة المساجد في نشر تعاليم الإسلام ومواجهة التطرف والظواهر المضرة بالمجتمع.
- أنه لا يجب استخدام المساجد للتحريض على مكونات مجتمعية كون ذلك يسهم في توسيع المشكلات وظاهرة العنف والتطرف داخل المجتمعات المحلية.
- وان يسهم أئمة المساجد ووزارة الأوقاف ومكتبها في عدن في دعم جهود المجتمع في حل المشكلات التي تبرز داخل المجتمعات المحلية من خلال دعم العدالة التصالحية المجتمعية.
- التأكيد على أهمية تكامل الأدوار بين لجان الوساطة التصالحية المجتمعية مع أئمة المساجد بحيث:
- تلعب وزارة الأوقاف ومكتبها في عدن دورا يعبر عن دور المسجد ودور أئمة المساجد لمواجهة العديد من الآفات والانحرافات والظواهر المضرة بالمجتمع وحياة المجتمع وحقوق المجتمع.
- تكون خطبة الجمعة ارشادًا وتوجيها لتعزيز الأمن والاستقرار وحماية السلم الاجتماعي والتسامح والتصالح بين الناس.
- يتحمل مكتب الأوقاف في عدن مسؤولية توفير متطلبات المساجد بما يمكنها من أداء دورها الديني كما امرنا الله به ومحدد بالقران الكريم والأحاديث الشريفة.
- أئمة المساجد لهم تأثير كبير داخل المجتمعات المحلية ولهذا لابد ان يسهموا إيجابا في مواجهة كل المشكلات التي تبرز في المجتمع.